Thursday, May 30, 2019

تغريم رجل حاول نقل 4700 دودة طفيلية "مصاصة للدماء" من روسيا إلى كندا

غرم رجل 15000 دولار كندي (أي ما يعادل 11000 دولار أمريكي) لمحاولته تهريب آلاف الديدان الطفيلية من صنف العليقات التي تمتص دماء الحيوانات والبشر، في حقيبة يده على متن رحلة جوية من روسيا إلى كندا.
واحتجز إيبوليت بودنوف في مطار تورنتو بيرسون الدولي في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعثر على حوالي 4788 دودة من هذا النوع في كيس بقالة، بحسب ما قاله مسؤولو البيئة الكنديون.
وتستخدم هذه الديدان في أغراض طبية، ولا يسمح بنقلها إلا بتصريح حفاظا على تجارة الحيوانات البرية.
وكشف عن الديدان بعد أن شمها كلب يعمل مع مسؤولي الحدود.
ثم أرسلت لاختبارها والتأكد من قانونية نقلها، بحسب ما قاله بيان لهيئة البيئة وتغير المناخ في كندا.
وقيل إن فصيلة الديدان هي هيرودو فيربانا، وهي إحدى فصيلتين تستخدمان في الأغراض الطبية، ويحكم القانون نقلها.
وقال البيان: "إن القانون يسعى إلى الحفاظ عليها، لأن استخدامها في المجالات الطبية خطر يهدد ذلك النوع".
وتبين أن جميع الديدان التي اختبرت كان مصدرها الحياة البرية.
وقال سيباستيان كفيست، الذي يعمل في متحف أونتاريو الملكي في تورنتو، لمحطة سي بي سي الإخبارية إن جميع الديدان أنقذت.
واتهم بودونوف، الذي يعتقد أنه أول شخص في كندا يقبض عليه وهو يهرب مثل تلك الطفيليات، بتوريد أنواع برية بطريقة غير قانونية.
وكانت تلك الطفيليات، التي تمتص دماء الحيوانات والبشر، من أوائل الأنواع البرية التي ينظم القانون إجراءات التعامل معها، بما في ذلك فرض قيود على تصديرها، وترجع تلك الإجراءات إلى عام 1823.
ويحتوي لعاب تلك الطفيليات على خصائص لترقيق الدم، وكانت حيوية جدا في النتائج الإيجابية في العمليات الأولى لعلاج غسيل الكلى لدى البشر.
كشف علماء عن أن هناك "مفارقة" تؤدي إلى أضرار تلحق بقدرة الرجال على الإنجاب بسبب أساليب يتبعونها من أجل الحصول على مظهر أكثر جاذبية.
كما رجحوا أن تناول المنشطات للحصول على عضلات مفتولة أو تناول أقراص مضادات الصلع للحفاظ على كثافة شعر الرأس، يؤثر سلبا على الخصوبة.
وسميت هذه المفارقة باسم "مفارقة موسمان بايسي" على اسمي العالمين اللذين اكتشفاها للمرة الأولى.
وتسبب هذه الحالة ألما نفسيا شديدا للأزواج الذين يعانون من أجل إنجاب أطفال.
وقال الأستاذ بجامعة براون الأمريكية جيمس موسمان: "لاحظت أن بعض الرجال الذين يأتون من أجل اختبار خصوبتهم، هم رجال ذوو أجسام ضخمة".
وكان موسمان لا يزال يعد رسالة الدكتوراة في جامعة شيفيلد عندما بدأ في الربط بين ضعف الخصوبة وإساءة استخدام المنشطات.
وقال موسمان لبي بي سي: "يحاولون أن يظهروا بمظهر ضخم حقا حتى يبدو كأنهم في قمة النمو".
وأضاف: "لكنهم يجعلون أنفسهم غير لائقين بالمعنى التطوري، وذلك لأنهم دون استثناء ليس لديهم حيوانات منوية في سائل القذف".
وتحدث المنشطات البنائية في الجسم نفس أثر هرمون التيستوستيرون، وتستخدم كأدوية لتعزيز الأداء لزيادة نمو العضلات.
كما يستخدم ممارسو رياضة كمال الأجسام هذا النوع من المنشطات بانتظام.
وقال آلان بايسي، الأستاذ بجامعة شيفيلد، لبي بي سي: "أليس من المثير للسخرية أن الرجال يذهبون إلى صالات الألعاب الرياضية حتى يحصلون على مظهر رائع، وهو غالبا ما يسعون إليه لجذب النساء. وبينما هم يفعلون ذلك، ودون أن يقصدوا، تتراجع الخصوبة لديهم."
وتوهم هذه الفئة من المنشطات الغدد النخامية في المخ بأن الخصيتين تقتربان من العمل بأقصى سرعة لهما.
لذلك تستجيب تلك الغدد بالتوقف عن إفراز اثنين من الهرمونات، أحدهما يسمى "إف إس إتش" والآخر هو "إل إتش"، وهما هرمونان لهما دور رئيسي في إنتاج الحيوانات المنوية.
وقال الباحثون إن هناك تشابه بين هذه الحالات، وتلك الخاصة بالأشخاص الذين يتناولون عقاقير مضادة للصلع.
ويسبب عقار فيناسترايد المضاد للصلع تغيرات في عملية الأيض المسؤولة عن إفراز هرمون التيستوستيرون في الجسم، وهو ما قد يحد من تساقط الشعر، لكن الأعراض الجانبية لهذا العقار قد تتضمن الإصابة بضعف في الانتصاب وتدهور في الخصوبة.
وأضاف بايسي: "أعتقد أن من يتناولون المنشطات البنائية يُصابون بالعقم إلى حد قد يفوق تصورنا، وقد تصل نسبة الإصابة إلى 90 في المئة."
وأضاف: "الإصابة بالصلع لا يمكن أن تحكمها ضوابط محددة، لكن مبيعات هذه العقاقير تشهد ارتفاعا حادا، وهو ما يجعل المشكلة أكثر انتشارا."
يُعد معيار النجاح فيما يتعلق بالتطور هو نقل الجينات (التعليمات التي يحملها الحمض النووي) إلى الأجيال القادمة.
قال موسمان: "بينما يجعلك تناول الأدوية التي تستهدف تحسين المظهر أكثر جاذبية، فإنه قد يؤدي بك إلى الفشل في التطور"، في إشارة إلى إمكانية فقد القدرة على الإنجاب.
إن الأمر مختلف تماما عن ذيل الطاووس المبالغ فيه، الذي يجعل الذكور أكثر جاذبية للإناث ويزيد من فرص تمرير الجينات إلى الأجيال التالية.
وهناك بعض الأمثلة في عالم الطبيعة لحيوانات تضحي بقدرتها على التكاثر.
فبعض فصائل الطيور تؤدي دورا تعاونيا في التكاثر، إذ تتخلى عن الإنجاب لصالح المساعدة في تربية صغار أقاربها.
ويبدو ذلك منطقيا من حيث التطور، إذ يتقاسم الأشقاء نصف جيناتهم، ومن ثَمَ تُمرر إلى الأجيال القادمة، لكن بطريقة غير مباشرة.
ويرى موسمان أن التفكير في أن تكون أكثر قبولا لدى الجنس الآخر أمر مقبول، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب الإضرار بخصوبتك.
وقال بايسي لبي بي سي: "المفارقة ليست كل شيء هنا، فأعتقد أن هناك رسالة موجهة إلى مرضى الخصوبة يحملها هذا الاكتشاف".
وأضاف أن الحالات التي تعاني من مشكلات في الخصوبة لا تزال تتوافد على العيادات، "لكن الرسالة لم تصل بعد إلى الشباب، وهي أن هناك مشكلة، وأن معلومات قليلة قد تجنبهم الكثير من المعاناة."

Wednesday, May 22, 2019

هل تنجح السعودية في حشد العرب لمواجهة إيران؟

بينما تواصل واشنطن وطهران دق طبول الحرب، جاءت دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لقادة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، إلى عقد قمتين طارئتين عربية وخليجية في مكة في الثلاثين من أيار/ مايو الجاري.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، عن مسؤول بالخارجية قوله، إن القمتين المزمعتين ستبحثان "الاعتداءات الأخيرة على محطتي نفط بالسعودية والهجوم على سفن تجارية بالمياه الإقليمية الإماراتية وتداعياتها على المنطقة"، مشيرًا إلى "حرص سلمان بن عبد العزيز على التّشاور والتنسيق مع مجلس التعاون وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
غير أنه ورغم الهدف المعلن للقمتين، اللتين دعا إليهما العاهل السعودي، فإن مراقبين يربطون بين الدعوة لهما، وطبول الحرب التي ماتزال تقرع في المنطقة، ومخاوف السعودية ودول الخليج من تداعياتها، وكذلك رغبتها في حشد تأييد عربي لأي ضربة أمريكية محتملة لإيران.
لكن هل تبدو الأجواء بالفعل مهيأة لنجاح المسعى السعودي بتشكيل جبهة عربية موحدة ضد إيران؟ سؤال يرى مراقبون أن الإجابة عليه، تعكسها بوضوح طبيعة التحالفات الإيرانية، القائمة بالفعل في المنطقة العربية، في وقت تبدو فيه طهران مسيطرة في العديد من عواصم دول المنطقة، وقد نسجت تحالفات قوية مع أطراف عدة في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
وفي الوقت الذي جاء التأييد مباشرا، من دول حليفة بالفعل للمملكة العربية السعودية، مثل البحرين والإمارات، بدا موقف دول عربية أخرى غير واضح حتى الآن، من احتمالات المشاركة في قمة من هذا القبيل، أو تبني موقف السعودية ضد إيران، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أكد خلال استقباله السفير السعودي في القاهرة أسامة بن أحمد نقلى، تضامن مصر مع المملكة حكومة وشعبا، في التصدي لجميع المحاولات الساعية للنيل من أمن واستقرار السعودية وأمن الخليج.
غير أن محللين يرون أن مصر قد تكون في المرحلة الحالية غير راغبة على الإطلاق في المشاركة، في أي عمل عسكري في أي مكان بالمنطقة، في ظل ما تواجهه من أزمة اقتصادية، ورغبة منها في الانكفاء على الداخل، من أجل الإصلاح وكذلك لعدم كسب أعداء جدد في الإقليم.
وقد أشارت عدة تقارير إعلامية سابقا، إلى أن كلا من الرياض وأبو ظبي تشعران بالقلق، تجاه عدم وجود موقف مصري واضح ضد طهران، التي ماتزال تربطها بالقاهرة علاقات دبلوماسية وإن كانت في مستوى منخفض.
في جانب آخر يبدو من المؤكد أن دولا حليفة لإيران في المنطقة العربية، قد لا تحضر مثل هذه القمة التي يدعو لها العاهل السعوي، كما أنها وفي حالة حضورها، ربما تحجم عن تبني أي مواقف مناهضة لإيران، وهو ما يرى كثيرون أنه سيؤدي إلى تكريس مزيد من الانقسام بين الدول العربية.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي أكد ناشطون معارضون، أن مصير القمتين اللتين دعت إليهما الرياض، سيكون الفشل المؤكد، لأن السعودية من وجهة نظرهم، خسرت مكانتها بسبب الحرب في اليمن، ودعمها للثورات المضادة في عدة دول عربية.
وعبر هاشتاج #القمة_الخليجية_الطارئة، اعتبر الناشطون أن السعودية تأتي الآن، لتستنجد بالصف العربي، في وقت فرقت هي فيه الشعوب والدول العربية، في ظل سياساتها المعادية لحقوق الشعوب، كما اعتبروا أن دعوات السعودية تلك، تأتي بهدف تهيئة الأجواء لتنفيذ ما بات يعرف بصفقة القرن وهي الخطة الأمريكية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
غير أن نشطاء آخرين مؤيدين أعربوا عن دعمهم للخطوة السعودية ورأوا أنها تصب في صالح خلق جبهة عربية تواجه التوغل الإيراني في المنطقة وتضع حدا لمحاولات طهران فرض سيطرتها على الخليج.
هل تنجح السعودية في حشد العرب لمواجهة إيران؟
ولماذا تبدو السعودية متحمسة لتشكيل جبهة عربية موحدة ضد طهران في هذا التوقيت بالذات؟
هل تتفقون مع من يرى أن العالم العربي مقدم على مزيد من الانقسام بفعل الموضوع الإيراني؟
كيف سيكون موقف الدول العربية المتحالفة مع إيران من أي قرار عربي بشأن طهران؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 20 أيار/مايو من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.

Monday, May 20, 2019

سقوط صاروخ "وسط المنطقة الخضراء" شديدة التحصين بالعاصمة العراقية

سقط صاروخ في "المنطقة الخضراء" شديدة التحصين بالعاصمة العراقية بغداد.
وتشير تقارير إلى أن الصاروخ أصاب أحد المنشآت المهجورة بالقرب من السفارة الأمريكية في "المنطقة الخضراء".
وقال الجيش العراقي في بيان مقتضب إن "صاروخ كاتيوشا سقط في وسط المنطقة الخضراء دون حدوث أي خسائر، وسوف تأتي التفاصيل لاحقا".
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر بالشرطة العراقية قوله إن قوات الشرطة الخاصة عثرت على منصة لإطلاق صواريخ في منطقة الصناعة في شرقي بغداد، وأغلقت المنطقة.
وحسب المصدر، فإن قيادة عمليات بغداد أرسلت فريقا من الخبراء العسكريين إلى المكان، مضيفا أن رجال الشرطة يبحثون عن مشتبه بهم في المنطقة.
ويُعرف عن "المنطقة الخضراء" أنها شديدة التحصين، إذ تضم منشآت حكومية وسفارات أجنبية.
وسمع سكان العاصمة دوي الانفجار.
ولا يعرف من يقف وراء الهجوم.
ويأتي ذلك وسط تصاعد في التوتر بالمنطقة بين إيران والولايات المتحدة.
وتقول واشنطن إن ثمة تهديدات من جانب إيران، وأمرت برحيل بعض موظفيها غير الأساسيين بالسفارة في بغداد والقنصلية في إربيل بإقليم كردستان.
تواجه شهرزاد ميرقليخان (41 عاماً)، التي عملت سيدة أعمال و"مفتشاً خاصاً" في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني، تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة من قبل "وحدة استخبارات تابعة للحرس الثوري الإيراني" حسب قولها، بينما كان يراها الإيرانيون سابقاً "بطلة وطنية" عندما سُجنت في الولايات المتحدة بتهمة التجسس لصالح إيران عام 2007.
وأثارت سيدة الأعمال شهرزاد جدلاً واسعاً في أوساط الإيرانيين بعد نشرها عدة وثائق ومقاطع مصورة في مايو/أيار الحالي، التي أنذرت فيها المرشد الأعلى آية الله خامنئي والحرس الثوري، عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، بأنها ستكشف عن أوراق الفساد في دائرته الضيقة جداً.
وبدأت رسالتها بـ: "عزيزي آية الله.. انتهت اللعبة، حان الوقت لكي يعلم العالم أن ابنك مجتبى خامنئي وأعوانه مصدر الفساد والشر في إيران، سأكشف عن جميع الأوراق التي بحوزتي، عن لا إنسانيتهم ولا عدالتهم وفسادهم، ولا يهمني شيء سوى إيران وشعبها".
ويتساءل بعض الإيرانيين عن سرّ تحذيراتها "الجريئة" أو "المزيفة" التي قد تدين أعلى الجهات في البلاد.
حاورتها بي بي سي عربي لمعرفة حقيقة التهم الموجهة إليها وسرّ جرأتها في تهديد الاستخبارات الإيرانية وخامنئي.
عندما تم إطلاق سراح شهرزاد من السجن في الولايات المتحدة، استُقبلت في بلدها استقبال "الأبطال" وعُينت بعد فترة وجيزة مديرة للعلاقات العامة في تلفزيون "برس تي في" الحكومي.
وبعد ذلك بعام، عيّنها محمد سرافراز، المدير السابق لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني، في منصب "المفتش الخاص" في المؤسسة.
وبحكم وظيفتها، اطلعت شهرزاد على جميع المسائل والقضايا التي كان "يتدخل فيها الحرس الثوري وابن خامنئي، مجتبى".
وكان يتعين عليها رفع التقارير إلى سرافرازالذي بدوره كان يرفعها لخامنئي مباشرة.
يُذكر أن رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمي يُعين من قبل خامنئي شخصياً.
وحسب شهرزاد، بدأت المشكلة بعد إعدادها فيلماً وثائقياً عام 2015، عن تجربتها في السجن في الولايات المتحدة، وعن تورط زوجها السابق محمود سيف في تهريب خوذ مزودة بمنظارات ليلية تُستخدم لأغراض عسكرية إلى الحرس الثوري وبعلم ابن خامنئي.
وكانت وحدة استخبارات تابعة للحرس الثوري قد طلبت منها عدم نشر كتابها الذي تضمن جميع مذكراتها والتي تتحدث فيه عن المعاملة السيئة التي لقيتها في السجن من جهة ومن زوجها السابق محمود سيف من جهة أخرى.
ولم تمضِ فترة طويلة، حتى اتهمت بالتجسس لصالح الولايات المتحدة من قبل الحرس الثوري وطُلب منها مغادرة البلاد إلى سلطنة عمان على حد قولها. إلا أن الحرس الثوري ينفي ذلك.
وبعد سفرها إلى مسقط، العاصمة العمانية، سافر سرافراز إليها ومعه الوثائق (المذكرات) التي تركتها خلفها في إيران، كما شوهد في مقطع الفيديو الذي نشرته شهرزاد في صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي، تويتر.
وأضافت بأن تلك الأوراق وجهاز الكمبيوتر الخاص بها، قد سرقت من سيارتها دون المسّ بأشياء أخرى، مما جعلها توجه أصابع الاتهام إلى رجال الحرس الثوري، ووافقها الرأي سرافراز الذي أكد ذلك في مقابلة على قناة تلفزيونية.
لكن الحرس الثوري ومجتبى خامنئي وقياديين آخرين لا يولون أهمية لما تقوله في صفحتها في تويتر، بل يطالبون سرافراز الذي أكد على كلامها ودافع عنها علناً بتقديم دلائل وإثباتات تؤكد كلامه.
وليس واضحاً سر مخاطرة محمد سرافراز ودفاعه العلني عن شهرزاد التي تهدد أعلى الجهات.
وتقول شهرزاد: "لا يريدونني الكشف عن جرائم زوجي السابق، المقرب من مجتبى والحرس الثوري، ودائرة الأشرار المحيطة بهم".
بعد عودتها إلى إيران، كانت شهرزاد مقربة من السلطة وتسلمت مناصب إعلامية وإدارية مهمة في البلاد، إلا أن "صدمتها بدأت عندما منعتها الاستخبارات الإيرانية من نشر مذكراتها عن فترة سجنها، وتقول: " ففي الوقت الذي كان يوصف فيه الأمريكيون بأنهم "الشيطان الأكبر" من قبل الإيرانيين بمن فيهم شخصيات قيادية بارزة، كنت ممنوعة من نشر مذكراتي عن السجن".
وكانت تلك بداية المشكلة، إذ "لفّق" وقتها الحرس الثوري تهمة "التجسس لصالح الولايات المتحدة" دون أي اثبات أو دليل، على حد تعبيرها.
كما قالت بأن الحرس الثوري اتهمها بإقامة علاقة رومانسية مع سرافراز وأشيع خبر هروبها من البلاد وحاولوا تشويه سمعتها بشتى الوسائل، لكن الحرس الثوري نفى ذلك بحسب مواقع إيرانية محلية.

Monday, May 13, 2019

الاحتباس الحراري: كيف جعل أغنياء العالم أكثر ثراء؟

ونختم بمقال نشرته صحيفة الاندبندنت لبول غالهير بعنوان "ارتفاع عدد الوفيات جراء الإصابة بأمراض القلب لمن هم دون 75 من العمر".
وقال كاتب المقال إن عدد الوفيات جراء الإصابة بالأمراض القلبية والدموية مثل الجلطة ارتفع للمرة الأولى منذ خمسين عاماً لمن هم دون سن 75 من العمر، بحسب آخر الإحصاءات.
ونقل كاتب المقال عن مؤسسة القلب البريطانية قولها إن الإصابة بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسمنة المفرطة له دور في زيادة معدلات الوفيات لدى الأشخاص ممن هم دون 75 من العمر.
وأضاف أن ملايين الأشخاص لا يعلمون أنهم مصابون بالكوليسترول أو بارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من نسبة تعرضهم للسكتات القلبية القاتلة أو الجلطات القلبية المميتة.
على الرغم من أن درجات الحرارة ترتفع على مستوى العالم بأسره، فإن إحساسنا بتأثير ذلك يتفاوت من مكان لآخر.
وأفادت دراسة جديدة بأن التغير المناخي أدى على مدار نصف القرن الماضي إلى تفاقم التفاوت بين دول العالم، إذ عرقل النمو في البلدان الأكثر فقرا، بينما أفضى على الأرجح إلى زيادة معدلات الرفاهية في بعضٍ من أكثر دول العالم ثراء.
وأشار باحثون في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في هذه الدراسة إلى أن نسبة الفجوة بين الدول الأشد فقرا وتلك الأكثر ثراء، تزيد الآن بنسبة 25 في المئة عما كانت ستصبح عليه، إذا لم تشهد الأرض ظاهرة الاحتباس الحراري وما تؤدي إليه من ارتفاع لدرجة حرارة الكوكب.
وتعد الدول الأفريقية الواقعة على خطوط العرض الاستوائية الأكثر تضررا؛ إذ أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في دول مثل موريتانيا والنيجر، يقل بنسبة 40 في المئة مما كان يُفترض أن يصبح عليه، إذا لم تكن درجات الحرارة قد ارتفعت بمعدلاتها الحالية.
وتضرب الدراسة مثالا كذلك بالهند - التي يقول صندوق النقد الدولي إنها ستصبح صاحبة خامس أكبر اقتصاد في العالم خلال العام الجاري - إذ تشير إلى أن نصيب الفرد في هذا البلد من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2010 كان أقل من معدلاته المفترضة بنسبة 31 في المئة، بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض. وتصل النسبة إلى 25 في المئة في البرازيل، صاحبة تاسع أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
وأشارت الدراسة إلى أن الاحتباس الحراري يُسهم على الأرجح في زيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الكثير من الدول الغنية، ومن بينها بعض من البلدان الأكثر تسببا في انبعاث ما يُعرف بالغازات الدفيئة المُسببة لهذه الظاهرة.
ومن بين معدي الدراسة، مارشال برك من قسم علوم نظام الأرض في جامعة ستانفورد، وقد قضى أعواما طويلة يحلل العلاقة بين درجات الحرارة والتقلبات الاقتصادية، التي شهدتها 165 دولة من دول العالم، في الفترة ما بين عامي 1961 و2010.
واستخدمت الدراسة أكثر من 20 نموذجا مناخيا لتحديد مقدار ارتفاع درجة الحرارة الذي شهدته كل دولة بسبب تغير المناخ. وقد خلصت إلى بلورة 20 ألف تصور لما كانت ستصبح عليه نسبة النمو السنوية في تلك الدول، إذا لم تكن قد شهدت ارتفاعا لدرجات الحرارة بمستوياتها الراهنة.
وأظهر برك أن النمو تسارع في الدول ذات الطقس البارد في السنوات التي كانت فيها درجات الحرارة أعلى من المتوسط، بينما انخفض في البلدان التي يسودها طقس حار.
ويقول إن البيانات المأخوذة على مدار فترات مختلفة من التاريخ تُظهر بوضوح أن الأراضي الزراعية تكون "أكثر إنتاجية، وأن الناس يصبحون أكثر صحة، وأن مستوى إنتاجيتنا يزيد بشكل عام في أماكن العمل"، عندما تتسم درجة الحرارة بالاعتدال في ارتفاعها أو انخفاضها، أي عندما لا تكون باردة بشدة أو حارة للغاية.
ويشير إلى أن الدول التي يسودها طقس بارد جنت "فوائد ارتفاع درجة الحرارة" على وجه الأرض. أما نظيراتها ذات الطقس الحار، فقد أُنزِلَت بها "عقوبة الاحترار"، بفعل ما أدى إليه ارتفاع درجات الحرارة، من جعلها بعيدة عن أن تنعم بدرجة الحرارة المثلى بالنسبة لها.
ويقول المعد الرئيسي للدراسة، نوا ديفينبو، إن هناك "عددا من المسارات التي تتأثر من خلالها الدعائم الرئيسية للنشاط الاقتصادي الكلي بمستوى درجة الحرارة".
ويضيف: "في الزراعة على سبيل المثال، ليس لدى الدول ذات الطقس البارد سوى موسم قصير للغاية في فصل الشتاء لنمو المزروعات. وعلى الجانب الآخر، لدينا أدلة قوية تفيد بأن غلة المحاصيل تراجعت على نحو حاد في ظل درجات الحرارة المرتفعة".
ويتابع: "هناك بالمثل دليل على أن مستوى إنتاجية العمال يتراجع في درجات الحرارة المرتفعة، وأن أداء المرء على صعيد القيام بالوظائف الإدراكية والمعرفية ينخفض في مثل هذا المناخ، الذي تزيد فيه أيضا معدلات الصراع والتناحر بين الناس".
ويقول الباحثون إنه في الوقت الذي تكتنف فيه بعض الشكوك مسألة استفادة الدول الأكثر ثراء وبرودة في درجات الحرارة من التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض، فإنه ما من شك في التأثير الذي خلّفه ذلك على البلدان التي يسودها طقس أكثر دفئا.
ويضيف هؤلاء أن هذا التأثير سيكون أكبر بكثير، إذا ما وُضع عامل الاحتباس الحراري في الحسبان، منذ أن بدأت الثورة الصناعية في العالم.
ويقول هابي كامبول، خبير استشاري بارز لدى منظمة "غرين بيس أفريكا": "إن نتائج الدراسة تتماشى مع ما هو معروف منذ سنوات، من أن ظاهرة التغير المناخي تشكل عاملا يزيد التهديدات ويفاقم من مواطن الضعف القائمة بالفعل".
ويضيف أن ذلك يعني أن "الدول الأكثر فقرا وتعرضا للتهديدات في الوقت نفسه، تقف على الجبهة الأمامية في معركة تغير المناخ، وأن على الدول النامية التعامل مع التأثيرات الناجمة عن التغير المتطرف في المناخ، على حساب معدلات نموها".
ويشير كامبول إلى أن عجز دولة مثل موزمبيق عن التكيف عن متغيرات مناخية مثل هذه، بدا واضحا بعد إعصار كينيث الذي أدى لمقتل أكثر من 40 شخصا على أراضيها، منذ اجتاحها في 25 أبريل/نيسان الماضي.
وفي مارس/آذار، لقي أكثر من 900 شخص حتفهم في موزمبيق ومالاوي وزيمبابوي بسبب إعصار إيداي.
وبحسب كامبول، لم تسلم دولة مثل جنوب أفريقيا من تأثيرات مثل هذه، رغم استفادتها مما تمتلكه من بنية تحتية أكثر تطورا. فهذا البلد عانى الأمرين في مواجهة أزمة الجفاف وشح الأمطار التي شهدها عام 2018، وكذلك عندما ضربت فيضانات مؤخرا إحدى مناطقه.
ويشير كامبول إلى مفارقة تتمثل في أنه بالرغم من أن الدول الأفريقية لم تسهم سوى بالنذر اليسير في إحداث ظاهرة التغير المناخي، فإنها تواجه "تأثيرات عميقة ليس لديها سوى قدرة محدودة على التعامل معها".